و من دلائل خوفه من الامام الهادى انه لما سمع بخبر أموال تجىء الیه من قبل القمیین خاف من ذلک خوفا شدیدا، و أمر بارصاد من یأتى بهذه الأموال لالقاء القبض علیه و مصادرة الأموال. روى الطوسى عن الفحام عن المنصورى عن عم أبیه…. قال: فلما کان یوم من الأیام، قال لى الفتح بن خاقان: قد ذکر الرجل – یعنى المتوکل – خبر مال یجىء من قم و قد أمرنى أن أرصده لأخبره له، فقل لى من أى طریق یجىء حتى أجتنبه، فجئت الى الامام على بن محمد علیهالسلام فصادفت عنده من أحتشمه.
فتبسم و قال لى: لا یکون الا خیرا یا أباموسى لم لم تعد الرسالة الأوله؟
فقلت: أجللتک یا سیدى.
فقال لى: المال یجىء اللیلة و لیس یصلون الیه، فبت عندى.
فلما کان من اللیل و قام الى ورده قطع الرکوع بالسلام و قال لى: قد جاء الرجل و معه المال و قد منعه الخادم الوصول الى، فاخرج خذ ما معه، فخرجت
فاذا معه زنفلیجة فیها المال فأخذته و دخلت به الیه،
فقال: قل له هات الجبة التى قالت لک القمیة انها ذخیرة جدتها، فخرجت فأعطانیها، فدخلت به الیه، فقال لى قل له: الجبة التى أبدلتها منها ردها الینا، فخرجت الیه فقلت له ذلک فقال: نعم کانت ابنتى استحسنتها، فأبدلتها بهذه الجبة و أنا أمضى فأجیىء بها، فقال: اخرج فقل له ان الله تعالى یحفظ لنا و علینا هاتها من کتفک، فخرجت الى الرجل، فأخرجتها من کتفه فغشى علیه فخرج الیه علیهالسلام فقال له: قد کنت شاکا فتیقنت.(1)
1) أمالى الطوسى، ص 275، بحارالأنوار، ج 50، ص 125، مناقب آل ابىطالب، ج 4، ص 412.