جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

دراسة الموضوع‏

زمان مطالعه: 3 دقیقه

من الممکن أن یختلج فى ذهن القارئ الکریم، بأن هذه النصوص دالة على امامة محمد بن على، ولکن بموته انتقلت الامامة منه الى الحسن بن على العسکرى علیه‏السلام.

أقول: لا شک ان محمد بن على کان من الشخصیات العظیمة، و کان معظما عند الامام الهادى علیه‏السلام، ولکن هل صرح الامام فى کتاب أو لقاء أو خطاب أو حدیث سرا أو علانیة بذلک؟ الجواب: لا. لأننالم نجد أى نص معتبر و حتى غیر معتبر عنه علیه‏السلام ما یدل على تصریح بامامة ولده محمد. بل کل ذلک کان من تخیلات بعض الشیعة فیه، حیث کانوا یرون تعظیم الامام له و کونه من أکبر أولاد الامام الهادى علیه‏السلام.

و أما کلام أبى‏هاشم الجعفرى حیث قال: و قد أشار الیه و دل علیه. و کلام شاهویه حیث قال: رویت عن أبى الحسن فى أبى جعفر ابنه روایات تدل علیه.

فنقول أین هذا الحدیث الذى دلک الامام على بن محمد علیه‏السلام علیه. و لماذا لم ترویه لنا!!

و نقول لشاهویه: ما هى هذه الروایات التى رویتها عن الهادى علیه‏السلام و هل هذه الروایات کانت تدل على امامته أم کانت تدل على فضله و شأنه و سمو مقامه، فاذا کانت تدل على فضله، فأین التصریح بامامته و اذا کانت فیها تصریح فلماذا لم تذکر لنا و لو روایة واحدة على الأقل.

و ثانیا: لماذا قلق شاهویه من موت محمد، و لماذا تحیر بحیث لم یقدم و لم یؤخر؟

فهل هذا القلق و التحیر عادة یکون بعد الامام أو فى حیاته!!

و ثالثا: متى دل الامام على ولده محمد بن على، بل ورد عنه بعکس ما قاله أبوهاشم و شاهویه، فانه صرح بامامة ولده الحسن علیه‏السلام حتى فى حیاة ولده محمد بل کما سیمر علیک بعد قلیل انه أشار الیه بالامامة و هو حدث و نفى امامة ولده محمد.

و رابعا کیف یمکن هذه الدلالة فى حین أن أسماء الأئمة علیهم‏السلام کانت معلومة

موجودة و صرح به النبى و العترة الطاهرة من دون أى زیادة و نقیصة و تغییر و تبدیل.

کما جاء أسماءهم فى حدیث اللوح المهداة من قبل الله لفاطمة الزهرا علیهاالسلام و قد رآه جابر عند فاطمه.(1)

فکیف فهم أبوهاشم و شاهویه هذه الدلالة فى أبى‏جعفر و لم یفهمه سائر أصحابه علیه‏السلام. یبقى علینا أن تتأمل فیما قاله الامام الهادى فى موت أبى جعفر لولده الحسن العسکرى علیه‏السلام حیث قال له: یا بنى أحدث لله شکرا فقد أحدث فیک أمرا.

فلقائل أن یقول: ان هذه العبارة و ما شابهها فى النصوص المتقدمة تدل على أن الأمر کان فى محمد بن على ثم تغیر بالبداء.

أقول: من المهم جدا أن نعرف معنى البداء الجائز اطلاقه على الله و البداء الذى لا یجوز اطلاقه علیه سبحانه. و ثانیا نعرف معنى البداء المستعمل فى الروایات على الله تعالى.

أما البداء فى اللغة هو ظهور الشى، یقال بدا الشى یبدو اذا ظهر(2) و منه بدا له فى الأمر ظهر له استصواب شى غیر الأول(3) و هذا المعنى مستحیل على الله تعالى لأنه یستلزم وضوح أمر کان قد خفى عنه. قال الصادق علیه‏السلام: من زعم أن الله تعالى بدا له فى شى بداء ندامة فهو کافر بالله العظیم.(4) و قال: من زعم أن الله تعالى یبدو له فى شى لم یعلمه أمس فابروأ منه(5) فالمعنى فى قول الامامیة بدالله‏

فى کذا، أى ظهر له فیه و معنى ظهر فیه أى ظهر منه(6)

قال السید علم الهدى رحمه الله یمکن أن یحمل البداء على حقیقته بأن یقال: بدالله تعالى بمعنى أنه ظهر من الأمر ما لم یکن ظاهرا له….(7) اذا فاللام فى لفظه الجلالة فى الحدیث بمعنى من. و بدا له أى بدا منه.

فیکون المعنى فى الحدیث: أحدث لله شکرا لأنه عزوجل رفع کل الأوهام الشکوک حول امامتک بموت أخیک محمد. لأن الشیعة کانت تعتقد ان الامامة فى الولد الأکبر من کل أمام، و لو بقى محمد بن على لاختلفت الشیعة فى امامة العسکرى علیه‏السلام حیث کان هو أکبر أولاد الامام الهادى علیه‏السلام. فکان من نعم الله علیه. و أشار الامام الیه ان یؤدى شکر ذلک. و لا شک ان قصتهما قصة اسماعیل ابن الامام جعفر الصادق علیه‏السلام حیث قال علیه‏السلام بعد موت ولده اسماعیل: ما بدالله فى شى کما بداله فى اسماعیل ابنى.

قال السید محمد کلانتر فى توضیح ما روى عن الصادق علیه‏السلام: فیکون المعنى فى الحدیث انه ما ظهر من الله عزوجل فى شى مثل ما ظهر منه فى اسماعیل حیث کانت الشیعة تعتقد الامامة فیه لوجود مؤهلات الامامة عنده و لاسیما کونه أکبر ولد الامام الصادق و کان هذا من المسلمات الأولیة عندهم و التى لا یشک فیه اثنان منهم ولکن بعد موت اسماعیل و کشف الامام الصادق علیه‏السلام وجهه و ارائته للشیعة حتى یتیقنوا بموته، ظهر لهم خلاف ما کانوا یعتقدونه و ان الامامة کانت لأخیه من بدایة الأمر.(8)


1) کمال‏الدین، ج 1، ص 307، عیون الأخبار الرضا، ج 1، ص 40.

2) معجم مقاییس اللغة، ج 1، ص 212.

3) مجمع البحرین، ص 9.

4) البداء، ص 78، عقائد الامامیه، ص 20.

5) نفس المصدر، ص 78.

6) شرح عقائد الصدوق المطبوع مع أوائل المقالات، ص 199.

7) البداء، ص 81.

8) نفس المصدر، ص 88.