و قد أثر الامام على احد النصارى فأقام له الدلیل على امامته و قد بقى هذا الرجل على نصرانیته ولکن دعوة الامام وصلت الى ابنه فصار مسلما موالیا کما اخبر الامام (ع) و لعل الواقع هوان الاب اخفى اسلامه عن الناس و اکتفى بالایمان الداخلى و الا فما معنى اعتقاده بولایة ذلک فمات و الناس تظن به النصرانیة حتى اقرب الناس الیه و هو ولده. روى هبة الله بن منصور الموصلى قال:
«کان بدیار ربیعة کاتب لها نصرانى یسمى یوسف بن یعقوب
و کان بینه و بین والدى صداقة قال: فوافانا منزل عند والدى فقال له والدى: فیم قدمت فى هذا الوقت؟ قال: دعیت الى حضرة المتوکل و لا ادرى ما یراد منى الا انى اشتریت نفسى من الله بمأة دینار و قد حملتها لعلى بن محمد الرضا علیهمالسلام معى فقال له والدى قد وفقت فى هذا و خرج الى حضرة المتوکل و جاءنا بعد ایام قلائل فرحا مسرورا مستبشرا فقال له والدى حدثنى حدیثک قال صرت الى سر من رأى و ما دخلتها قط فنزلت فى دار و قلت یجب ان اوصل هذه المأة دینار الى ابنالرضا قبل مصیرى الى دار المتوکل و قبل ان یعرف احد قدومى و عرفت ان المتوکل قد منعه من الرکوب و انه ملازم لداره فقلت: کیف اصنع رجل نصرانى یسأل عن دار ابنالرضا لا امن ان ینذر بى فیکون ذلک زیادة فیما احاذره قال: ففکرت ساعة فى ذلک فوقع فى قلبى ان ارکب حمارى فى البلد فلا امنعه حیث یذهب لعلى اقف على معرفة داره من غیر ان اسال احدا فجعلت الدنانیر فى کاغذ و جعلتها فى کمى و رکبت و کان الحمار یتخرق فى الشوارع و الاسواق یمر حیث یشاء الى ان صرت الى باب دار فوقفت الحمار فجهدت ان یزول فلم یزل فقلت للغلام سل لمن هذه الدار فسأل فقیل: انت یوسف بن یعقوب؟ قلت نعم قال: فانزل فاقعدنى فى الدهلیز و دخل فقلت: هذه دلالة اخرى من این عرف اسمى و اسم ابى و لیس فى البلد من یعرفنى و لا دخلته قط؟ فخرج الخادم فقال: المأة دینار التى فى کمک فى الکاغذ هاتها فناولته ایاها و قلت هذه ثالثة: و جاء فقال ادخل فدخلت و هو وحده فقال: یا یوسف ما آن لک فقلت: یا مولاى قد بان لى من البرهان مافیه کفایة لمن اکتفى فقال: هیهات انک لاتسلم ولکن سیسلم و لدک فلان و هو من شیعتنا یا یوسف ان اقواما یزعمون ان ولایتنا لا تنفع امانک کذبوا والله انها لتنفع امض فیما وافیت له فانک سترى ما تحب فمضیت الى باب المتوکل فنلت کما اردت و انصرفت.
قال هبة الله: «فلقیت ابنه بعد هذا و هو مسلم حسن التشیع فأخبرنى ان اباه مات على النصرانیة و انه اسلم بعد موت ابیه و کان یقول: انا مؤمن ببشارة مولاى (ع).»(1)
1) کشف الغمة ج 2 ص 392.