وکان للأئمّة الأطهار(علیهم السلام) نشاط مستمر فی مجال تربیة الاُمّة عقائدیاً وأخلاقیاً وسیاسیاً وذلک من خلال تربیة الأصحاب العلماء وبناء الکوادر العلمیة والشخصیات النموذجیة التی تقوم بمهامّ کبیرة مثل نشر الوعی والفکر الإسلامی وتصحیح الأخطاء المستجدة فی فهم الرسالة والشریعة، ومواجهة التیارات الفکریة السیاسیة المنحرفة أو الشخصیّات العلمیة المنحرفة التی کان یوظّفها الحاکم المنحرف لدعم زعامته.
وحیث کان الأئمة من أهل البیت(علیهم السلام) یُشکّلون النموذج الحیّ للزعامة الصالحة، عملوا على تثقیف الاُمة ورفع درجة وعیها بالنسبة لإمامتهم وزعامتهم ومرجعیتهم العامة.
وهکذا تفاعل الأئمة(علیهم السلام) مع الاُمة ودخلوا الى أعماق ضمیر الاُمة وارتبطوا بها وبکل قطّاعاتها بشکل مباشر وتعاطفوا مع قطاع واسع من المسلمین; فإن الزعامة الجماهیریة الواسعة النطاق التی کان یتمتع بها ائمّة أهل البیت(علیهم السلام) على مدى قرون لم یحصل علیها أهل البیت صدفة أو لمجرد الانتماء لرسول الله(صلى الله علیه وآله); وذلک لوجود کثیر ممن کان ینتسب إلى رسول الله(صلى الله علیه وآله) ولم یکن یحظى بهذا الولاء; لأن الاُمّة لا تمنح على الأغلب الزعامة مجاناً ولا یملک الفرد قیادتها ومیل قلوبها من دون عطاء سخیّ منه فی مختلف مجالات اهتمام الاُمّة ومشاکلها وهمومها.
