من الخلفاء الذین عاصرهم الامام الهادى علیهالسلام هو الواثق بالله بن أبىاسحاق. و قد بویع له یوم توفى المعتصم و هو یوم الخمیس لاحدى عشرة لیلة بقیت
من شهر ربیع الأول سنة 227(1) و دامت خلافته خمس سنین و تسعة أشهر.(2)
و لم یتعرض الواثق أیام خلافته للامام الهادى علیهالسلام و لم ینقل ذلک الینا سوى قضیتین ثم اخبار الامام بهلاک الواثق و البیعة للمتوکل.
الاولى: ما رواه الطبرسى عن السید أبىطالب محمد بن الحسین الحسینى الجرجانى عن والده الحسین بن الحسن، عن أبىالحسین طاهر بن محمد الجعفرى، عن أحمد بن محمد بن عیاش بن عبدالله بن أحمد بن یعقوب عن الحسین بن أحمد المالکى، عن أبىهاشم الجعفرى قال: کنت بالمدینة حتى مر بها بغا أیام الواثق فى طلب الأعراب.
فقال أبوالحسن: أخرجوا بنا حتى ننظر الى تعبیة هذا الترکى. فخرجنا فوقفنا فمرت بنا تعبیته فمر بنا ترکى، فکلمه أبوالحسن علیهالسلام بالترکیة فنزل عن فرسه فقبل حافر دابته. قال: فحلفت الترکى و قلت له: ما قال لک الرجل؟
قال: هذا نبى. قلت لیس هذا بینى.
قال: دعانى باسم سمیت به فى صغرى فى بلاد الترک ما علمه أحد الا الساعة.(3)
الثانیه: ما رواه الخطیب البغدادى عن محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن الحسن بن زیاد المقرىء النقاش حدثنا الحسین بن حماد المقرىء بقزوین، حدثنا الحسین بن مروان الأنبارى، حدثنى محمد بن یحیى المعاذى، قال قال یحیى بن أکثم فى مجلس الواثق – و الفقهاء بحضرته – من حلق رأس آدم حین حج، فتعایى القوم عن الجواب، فقال الواثق أنا احضرکم من ینبئکم بالخبر، فبعث الى على بن محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسین بن
على بن أبىطالب، فاحضر فقال: یا أباالحسن من حلق رأس آدم، فقال سألتک بالله یا أمیرالمؤمنین الا أعفیتنى قال أقسمت علیک لتقولن.
قال: أما اذا أبیت، قال: أبى حدثنى عن جدى عن أبیه عن جده، قال قال رسول الله صلى الله علیه و آله: أمر جبرئیل أن ینزل بیاقوتة من الجنة فهبط بها فمسح بها رأس آدم فتناثر الشعر منه، فحیث بلغ نورها صار حرما.(4)
أقول: قلنا فیما مضى ان هذه القضیة اما کانت مع المتوکل فى سامراء و اما مع الواثق حیث کان فى المدینة المنورة و سأله یحیى فى مجلس له و قد حضره الفقهاء و لما لم یعلم بذلک أحد أرسل الواثق الى الامام الهادى علیهالسلام لیبین لهم ما خفى علیهم. و الا فالامام لم یکن فى سامراء فى عهد الواثق.
1) تاریخ الیعقوبى، ج 2، ص 482.
2) نفس المصدر، ص 483.
3) اعلام الورى، ص 408، بحارالأنوار، ج 50، ص 124.
4) تاریخ بغداد، ج 12، ص 57.