عاصر الامام الهادى علیهالسلام أیام امامته بقیه ملک المعتصم الذى دام خمس او سبع سنین على خلاف بین المؤرخین(1) و أقام فى هذه المدة فى موطنه المدینة المنورة یفیض منه العلوم و یستفید منه قاطبة الناس بمختلف طبقاتهم.
و الظاهران المعتصم العباسى لم یتعرض له بشى یذکر سوى ما ذکرناه فى فصل الامام قبل الهجرة. رغم ما جنى على أبیه الجواد علیهالسلام و أحضره غیر مرة الى بغداد و منها فى أول سنة عشرین أو خمس عشرین و مأتین، فأقام بها حتى استشهد فى آخر ذى القعدة من هذه السنة.
قال الیعقوبى: بویع له فى سنة 218 من الهجرة النبویة مات سنة 228.(2) و ولى الخلافة من بعده هارون الواثق بالله.
1) هناک خلاف بین الطبرسى و سائر المؤرخین کالمفید و غیره حول السنة التى استشهد فیها الامام الجواد علیهالسلام، فقال الطبرسى فى اعلام الورى، ص 339: و أشخصه المعتصم الى بغداد فى أول سنة خمس و عشرین و مائتین، فأقام بها حتى توفى فى آخر ذى القعده من هذه السنة. و قال فى الارشاد، ص 307: و کان سبب وروده الیها اشخاص المعتصم له من المدینة فورد بغداد للیلتین بقیتا من المحرم سنة عشرین و مائتین و توفى بها فى ذىالقعدة من هذه السنة. و الظاهر هذا اشتباه حصل اما من النساخ فأضافوا الخمس قبل العشرین و اما منه رحمه الله فلا یمکن قبول قوله الا على القول بأن الجواد استشهد فى عهد الواثق و هو مخالف للتواریخ المشهورة. و مخالف لما علیه هو نفسه حیث قال فى تاریخ مولد الجواد و مدة امامته و وقت وفاته: و قبض ببغداد فى آخر ذى القعده سنة عشرین و مأتین. اعلام الورى، ص 329.
2) تاریخ الیعقوبى، ج 2، ص 471.