جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

المعتز (2)

زمان مطالعه: 2 دقیقه

(252 ـ 255 هـ)

هو محمد بن المتوکل، ولد سنة (232 هـ)، بویع له وعمره تسع عشرة سنة، ولم یل الخلافة قبله أحد أصغر منه، وهو أول خلیفة أحدث

الرکوب بحلیة الذهب، فقد کان الخلفاء قبله یرکبون بالحلیة الخفیفة من الفضّة.

کان المعتز مستضعفاً من قبل الأتراک واُلعوبة بأیدیهم. وأول سنة تولى فیها السلطة مات اشناس الذی کان الواثق قد استخلفه على السلطة وخلف خمسمائة الف دینار، فأخذها المعتز وخلع خلعة الملک على محمد بن عبد الله ابن طاهر، وقلده سیفین، ثم عزله وخلع خلعة الملک على أخیه وتوجّه بتاج من ذهب وقلنسوة مجوهرة، ووشاحین مجوهرین وقلده سیفین، ثم عزله من عامه ونفاه إلى واسط، وخلع على بغا الشرابی وألبسه تاج الملک فخرج على المعتز بعد سنة فقتل وجیء إلیه برأسه.

وفی رجب من هذه السنة خلع المعتز أخاه المؤید من العهد وضربه وقیده فمات بعد أیام، فخشى المعتز ان یتحدث عنه انه قتله او احتال علیه، فأحضر القضاة حتى شاهدوه ولیس به اثر، وکان المعتز مستضعفاً مع الأتراک، فاتفق ان جماعة من کبارهم أتوه وقالوا:

یا أمیر المؤمنین اعطنا ارزاقنا لنقتل صالح بن وصیف، وکان المعتز یخاف منهم فطلب من اُمه (قبیحة) مالاً لینفقه فیهم، فأبت علیه وشحّت نفسها، ولم یکن بقی فی بیوت المال شیء بینما کانت اُمه تملک الأموال العظیمة، حیث انفقت على صالح بن وصیف مالاً عظیماً بعد قتله، ولهذا اجتمع الأتراک على خلعه، ووافقهم صالح بن وصیف، ومحمد بن بُغا، فلبسوا السلاح وجاءوا إلى دار الخلافة فبعثوا إلى المعتز أن اخرج إلینا، فبعث

یقول: قد شربت الدواء وأنا ضعیف، فهجم علیه جماعة وجرّوا برجله وضربوه بالدبابیس، وأقاموه فی الشمس فی یوم صائف، وهم یلطمون وجهه ویقولون: اخلع نفسک، ثم احضروا القاضی بن أبی الشوارب والشهود وخلعوه، ثم احضروا من بغداد إلى دار الخلافة ـ وهی یومئذ سامراء ـ محمد ابن الواثق، وکان المعتز قد أبعده إلى بغداد فسلّم المعتز إلیه الخلافة وبایعه(1)

ومات المعتزّ بعد خلعه من الخلافة بطریقة غریبة; بعد خمس لیال من خلعه، حیث أدخلوه الحمّام، فلما اغتسل عطش فمنعوه الماء، ثم اخرج فسقوه ماء بثلج فشربه وسقط میتاً، وذلک فی شهر شعبان المعظم سنة خمس وخمسین ومائتین.


1) تاریخ الخلفاء للسیوطی: 359 ـ 360.