تحدث العلامة محمد حسین المظفر فى کتابه القیم عن وجود مناطق و مدن شیعیة کثیرة فى العراق و أهمها الکوفه سامراء و البصرة و المدائن و بغداد.
و قال فى ظهور التشیع فى سامراء: و ظهر التشیع جلیا بعد أن أقام الامامان فیها و شاهد الناس مالهما من علم و سجایا حمیدة و مزایا دلت على أنهما فرعان من شجرة النبوة و وارثان لذلک العلم الالهى على الرغم من مناوأة العباسیین لهما اجتهادهم فى منع الناس من الاجتماع بالناس، ولکن الشمس تفیض على العالم أشعة تنمى الضرع و الزرع و ان حالت السحب دون ذلک الشعاع(1) و یشهد لظهور التشیع فى سامراء ذلک الیوم ما ذکره الیعقوبى فى تاریخه فى وفاة الهادى علیهالسلام قال: فصلى علیه فى الشارع المعروف بشارع أبى أحمد، فلما کثر الناس و اجتمعوا کثر بکاؤهم ضجتهم فرد النعش الى داره فدفن فیها…(2)
و تحدث أیضا عن الکوفة فى زمن العسکرى و أبیه الهادى علیهالسلام قائلا: و لا تسل عن الکوفه فى ذلک الیوم(3) بل و فیما قبله و ما بعده فانها من أکبر مدن الشیعة فى الولاء.(4)
و تحدث أیضا عن بغداد التى کانت من المراکز المهمة للشیعة و التى صارت بعدها حلقه الوصل بین عامة الناس و الوکلاء و الوکیل العام للامامین من بعده علیهالسلام،
فقال: انه کان یسکنها خلق کثیر من الشیعة.(4) و تحدث أیضا عن المدائن و قال: و کانت المدائن یومئذ عامرة و للتشیع فیها القدح المعلى و ما زالت المواصلات بینهم و بین الامام متوالیة و لعل سلمان الفارسى أول من وضع فیها حجر التشیع و بنى علیه حذیفة بن الیمان.(5)
1) تاریخ الشیعة، ص 105.
2) تاریخ الیعقوبى، ج 2، ص 503.
3) یقصد به أیام حیاة الامام العسکرى علیهالسلام.
4) تاریخ الشیعة، ص 62.
5) نفس المصدر.