و نحب هنا ان نذکر السلسلة التنظیمیة التى وصلتنا عن الاسماعیلیین الذین تربطهم علاقة الاصل المشترک مع الخط الشرعى الامامى فانهم یختلفون عن خط الامامة من الامام الکاظم (ع).
و نحن اذ ذکرنا هذه السلسلة لا نقول بأنها هى نفس السلسلة الامامیة الحرکیة ولکن ما نقوله هو وجود تشابه بین السلسلتین بحکم الاصل المشترک و الظروف المشابهة مع وجود الاختلافات التابعة من الخلافات العقائدیة.
یقول مصطفى غالب الاسماعیلى المعاصر و أحد المهتمین المختصین
بالدراسات الاسماعیلیة «و عمد رئیس الدعوة اى الامام الى تقسیم الدعاة الى اقسام عدیدة کل حسب مقدرته و ضمن اختصاصه و کان هذا التقسیم مشابها لنظام دورة الفلک و لتقسیمات السنة فجعل الامام السنة الزمنیة التى تجمع الشهور و الایام مثلا على النبى فى عصره او الامام الذى یجمع مراتب الدعوة و الاثنى عشر شهرا مثلا على رؤساء الدعوة فى الجزائر و یسمون حجج الجزائر ولکل من هؤلاء الحجج ثلاثین داعیا او نقیبا و لکل داع من هؤلاء الدعاة اربعة و عشرین داعیا ماذونا او مکاسرا و لکل مرتبة من هذه المراتب عملا خاصا به فالامام یختار من اتباعه اقواهم لسانا و اصدقهم جنانا و الحنهم بالحجة و اغزرهم علما فیجعله فى مرتبة داعى الدعاة او باب الابواب و هذه المرتبة أعلى مراتب الدعوة و لکل جزیرة حجة و هو کبیر دعاة الجزیرة و المشرف على الدعوة فیها و ینوب عن باب الابواب فى عقد مجالس الحکمة و تلاوة المجالس و الثلاثون داعیا او نقیبا یقومون بهدایة الناس و بث الدعوة فى نفوس المستجیبین و هم الذین یفاتحون الذین دخلوا فى الدعوة بالعلم یاخذوا علیهم العهد و المیثاق و لکل نقیب من هؤلاء اربعة و عشرون داعیا مأذونا مکاسرا و یشترط فى من یتولى هذه المرتبة ان یکون على علم وافر بمذاهب الفرق الاسلامیة جمیعا متمکنا من اصول مذهبیة و ان یکون لسنا مجادلا.»(1)
1) الثائر الحمیرى الحسن بن الصباح لمصطفى غالب ص 58.