لقد مارس الإمام الهادی (علیه السلام) وظیفته بصفته الإمام والقائد لموالیه والراعی لمصالحهم بالرغم من الظروف الصعبة التی کانت تمر بالامام (علیه السلام) وبشیعته من تتبع السلطة لهم ومطاردتهم وفرض الاقامة الجبریة على الإمام بعد اشخاصه من المدینة إلى سامراء لیکون قریباً من السلطان وتحت رقابته، وتتجلى لنا مواقف الإمام (علیه السلام) فی هذا الاتجاه فی المحافظة التامة على شیعته ورعایة مصالحهم الخاصّة والعامّة وقضاء حوائجهم وتحذیرهم ممّا تحوکه السلطة ضدّهم، وما یجب أن یتخذوه من حیطة وکتمان لنشاطهم واتصالاتهم حتى لا یقعوا فی حبائل السلطة الغاشمة التی کانت تتربص بهم وبالإمام(علیه السلام) الدوائر.
إنّ وصایا الإمام (علیه السلام) لأتباعه تظهر مدى اهتمامه بما یجری فی الساحة أوّلاً، ومدى قربه من الأحداث العامة والخاصة ثانیاً. وکانت أوامره تصل الجماعة الصالحة بشکل دقیق وسریع بل قد تکون سابقة للاحداث فی بعض الأحیان لتتمکن تلک الجماعة من تجاوز ما یحاک ضدها. کما ان اجراءات الإمام وأسالیبه کانت مظهراً لعمل حرکی وتنظیمی وعلى درجة عالیة من الدقة والتخطیط، وهذا ما تکشفه لنا خطابات الإمام (علیه السلام) إلى شیعته والتی کانت تحمل بین طیاتها ادوات ووسائل مختلفة ومتعددة لمواجهة الظروف التی تحیط بها. وإلیک بعض أسالیبه ووسائله وتعلیماته الخاصّة بهذا الصدد: