أ) لقد طرح الامام الهادى (ع) فى زیارة امیرالمؤمنین یوم الغدیر(1) مفاهیم مهمة تتعلق بامیرالمؤمنین و خطه و هى مما ینبغى للرسالى ان یعرفها و یعیشها.
ب) من هو الامام على (ع).
یقول الهادى (ع).
«السلام على محمد رسول الله خاتم النبیین و سید المرسلین و صفوة رب العالمین امین الله على وحیه و عزائم امره و الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و المهیمن على ذلک کله و رحمة الله و برکاته و صلواته و تحیاته. السلام على انبیاء الله و رسله و ملائکته المقربین و عباده الصالحین السلام علیک یا أمیرالمؤمنین و سید الوصیین و وارث علم النبیین و ولى رب العالمین و مولاى و مولى المؤمنین و رحمة الله و برکاته.»
و من هذا القول نعرف من هو الامام على و کما اراد الله ان یعرفنا به فهو:
1- سید الوصیین.
2- وارث علم النبین.
3- ولى رب العالمین.
4- مولى المؤمنین و بضمنهم الائمة کما یصرح بذلک الهادى (ع).
ج) علاقة الامام (ع) بالله عزوجل:
یقول (ع):
«السلام علیک یا مولاى یا امیرالمؤمنین یا أمین الله فى ارضه و سفیره فى خلقه و حجته البالغة على عباده السلام علیک یا دین الله القویم و صراطه المستقیم السلام علیک ایها النبأ العظیم الذى هم فیه مختلفون و عنه یسألون.»
و من هذا القول نعرف انه:
1- امین الله فى ارضه.
2- سفیره الى خلقه.
3- حجته البالغة على عباده.
4- دین الله القویم و صراطه المستقیم.
د) علاقة الامام (ع) بالرسول (ص)
یقول (ع)
«السلام علیک یا سید المسلمین یعسوب المؤمنین و امام المتقین و قائد الغر المحجلین و وارث علمه و امینه على شرعه و خلیفته فى امته و اول من آمن بالله و صدق بما أنزل على نبیه و اشهد انه قد بلغ عن الله ما أنزله فیک فصدع بأمره و أوجب على أمته فرض طاعتک و ولایتک و عقد علیهم البیعة لک و جعلک أولى بالمؤمنین من انفسهم کما جعله الله کذلک ثم أشهد الله تعالى علیهم فقال الست قد بلغت فقالوا اللهم بلى فقال: اللهم اشهد و کفى بک شهیدا و حاکما بین العباد فلعن الله جاحد ولایتک بعد الاقرار و ناکث عهدک بعد المیثاق و اشهد انک وفیت بعهد الله تعالى و ان الله تعالى موف لک بعهده و من اوفى بما عاهد علیه الله فسیؤتیه اجرا عظیما و اشهد انک امیرالمؤمنین الحق الذى نطق بولایتک التنزیل و اخذ لک العهد على الامة بذلک الرسول.»
و من هذا القول نعرف انه:
1- اخو رسول الله.
2- وصى رسول الله.
3- وارث علمه.
4- امینه على شرعه.
5- خلیفته فى امته.
6- و قد بلغ الرسول (ص) ما انزل الیه بحق امیرالمؤمنین (ع) فقد:
– صرح بامره.
– اوجب على الامة طاعته.
– عقد البیعة له.
– جعله أولى بالمؤمنین من انفسهم.
– أشهد على ذلک الله امام الالاف المتحشدة.
ه) المقارنة بین الامام و غیره من المسلمین:
یقول (ع):
«السلام علیک یا امیرالمؤمنین آمنت بالله و هم مشرکون و صدقت بالحق و هم مکذبون و جاهدت و هم محجمون و عبدت الله مخلصا له الدین صابرا محتسبا حتى اتیک الیقین الا لعنة الله على الظالمین.»
و) تجارة الامام و اهله.
و قد باع الامام على و اخوه و عمه انفسهم لله فاشتراها منهم انزل بحقهم آیه مبارکة مدون بها عقد البیع و الشراء.
«و اشهد انک و عمک و اخاک الذین تاجرتم بنفوسکم فأنزل الله فیکم (ان الله اشترى من المؤمنین انفسهم و اموالهم بأن لهم الجنة یقاتلون فى سبیل الله فیقتلون و یقتلون وعدا علیه حقا فى التوریة و الانجیل و القرآن و من أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببیعکم الذى بایعتم به و ذلک هو الفوز العظیم التائبون العابدون الحامدون السائحون الراکعون الساجدون الامرون بالمعروف و الناهون عن المنکر و الحافظون لحدود الله و بشر المؤمنین).»
ز) تقییم الناس من خلال علاقتهم بأمیرالمؤمنین (ع).
یقول الهادى (ع) «اشهد یا امیرالمؤمنین أن الشاک فیک ما آمن بالرسول الامین و ان العادل بک غیرک عاند عن الدین القویم الذى
ارتضاه لنا رب العالمین و أکلمه بولایتک یوم الغدیر.»
ج) نفسیة امیرالمؤمنین فى المسیرة الاسلامیة:
یقول (ع):
«و اشهد انک لم تزل للهوى مخالفا و للتقى محالفا و على کظم الغیظ قادرا و عن الناس عافیا غافرا و اذا عصى الله ساخطا و اذا اطیع الله راضیا و بما عهد الیک عاملا راعیا لما استحفظت حافظا لما استودعت مبلغا ما حملت منتظرا ما وعدت اشهد انک ما تقیت ضارعا و لا أمسکت عن حقک جازعا و لا أحجمت عن مجاهدة غاصبیک ناکلا و لا اظهرت الرضى بخلاف ما یرضى الله مداهنا و لا وهنت لما اصابک فى سبیل الله و لا ضعفت و لا استکنت عن طلب حقک مراقبا معاذ الله ان تکون کذلک بل اذ ظلمت احتسبت ربک و فوضت الیه امرک و ذکرتهم فما اذکروا و وعظتهم فما اتعظوا و خوفتهم الله فما تخوفوا و أشهد انک یا امیرالمؤمنین جاهدت فى الله حق جهاده حتى دعاک الله الى جواره و قبضک الیه باختیاره و ألزم اعداءک الحجة بقتلهم ایاک لتکون الحجة لک علیهم مع مالک من الحجج البالغة على جمیع خلقه.»
لقد قل انصار الامام لانه هو الحق و طلاب الحق قلیل فى کل زمان ولکن مع هذه القلة سار الامام فى طریقه مستلهما العزة و النصر من الله.
یقول الهادى (ع):
«و انت القائل لا تزیدنى کثرة الناس حولى عزة و لا تفرقهم عنى وحشة ولو أسلمنى الناس جمیعا لم اکن متضرعا اعتصمت بالله فعززت و اثرت الاخرة على الاولى فزهدت و أیدک الله و هداک و اخلصک و اجتبیک فما تناقضت افعالک و لا اختلفت اقوالک و لا تقلبت احوالک و لا ادعیت و لا افتریت على الله کذبا و لا شرهت الى الحطام و لا دنسک الاثام و لم تزل على بینة من ربک و یقین من امرک تهدى الى الحق و الى صراط مستقیم اشهد شهادة حق و أقسم بالله قسم صدق ان محمدا و آله صلوات الله علیهم سادات الخلق و انک مولاى و مولى المؤمنین و انک عبدالله و ولیه و اخو الرسول و وصیه و وارثه و انه القائل لک و الذى بعثنى بالحق ما آمن بى من کفر بک و لا أقر بالله من جحدک و قد ضل من صدعنک و لم یهتد الى الله و لا الى من لا یهتدى بک هو قول ربى عزوجل (و انى لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدى) الى ولایتک مولاى فضلک
لا یخفى و نورک لایطفأ و ان من جحدک الظلوم الاشقى مولاى انت الحجة على العباد و الهادى الى الرشاد و العدة للمعاد مولاى لقد رفع الله فى الاولى منزلتک و أعلى فى الاخرة درجتک و بصرک ما عمى على من خالفک و حال بینک و بین مواهب الله لک.»
ط) اعمال امیرالمؤمنین.
لقد اوضح الامام الهادى القانون الذى یتحکم بحیاة امیرالمؤمنین او المبادىء التى تقوم علیها حیاته بقوله:
السلام علیک یا امیرالمؤمنین عبدت الله مخلصا و اتبعت سنة نبیه و أقمت الصلوة و اتیت الزکوة و امرت بالمعروف و نهیت عن المنکر ما استطعت مبتغیا ما عندالله راغبا فیما وعدالله لا تحفل بالنوائب و لا تهن عند الشدائد و لا تحجم عن محارب.»
ان هذه الاسس هى:
1- الاخلاص فى العبادة.
2- الاخلاص فى سبیل الله و الصبر على مصائب الطریق.
3- العمل بکتاب الله و سنة نبیه.
4- اقامة شعار الدین کاقامة الصلاة و ایتاء الزکاة و الامر بالمعروف و النهى عن المنکر.
ى) افک من نسب فضائل امیرالمؤمنین لغیره:
یقول الهادى (ع)
«افک من نسب غیر ذلک الیک و افترى باطلا علیک و اولى لمن عند عنک لقد جاهدت فى الله حق الجهاد و صبرت على الاذى صبر احتساب و انت اول من آمن بالله و صلى له و جاهد و ابدى صفحته فى دار الشرک و الارض مشحونة ظلالة و الشیطان یعبد جهرة.»
لقد عمل المنحرفون على اضفاء الصفات التى امتاز بها الامام على (ع) عن غیره و انه من الافک نسب صفات امین الله فى ارضه لغیره.
فعلى اولئک الذین ذادوا الحق عن امیرالمؤمنین لعنة الله یقول الهادى (ع):
«فلعن الله مستحلى الحرمة منک و ذائدى الحق عنک و اشهد انهم الأخسرون الذین تلفح وجوههم النار و هم فیها کالحون.»
ک) ذکر الامام فى القرآن:
و قد تطرق الامام الهادى الى نماذج من الآیات القرآنیة الکریمة التى ذکرت مواقف و فضائل امیرالمؤمنین فقال (ع):
«و اشهد انک المعنى بقول العزیز الرحیم و ان هذا صراطى مستقیما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بکم عن سبیله ضل والله و أضل من اتبع سواک و عند عن الحق من عاداک.
«و الذى نطق القرآن بتفضیله قال الله تعالى (و فضل الله المجاهدین على القاعدین اجرا عظیما درجات منه و مغفرة و رحمة و کان الله غفورا رحیما) و قال الله تعالى (أجعلتم سقایة الحاج و عمارة المسجد الحرام کمن آمن بالله و الیوم الآخر و جاهد فى سبیل الله لا یستوون عند الله و الله لا یهدى القوم الظالین الذین آمنوا و هاجرو و جاهدوا فى سبیل الله بأموالهم و أنفسهم اعظم درجة عندالله و اولئک هم الفائزون یبشرهم ربهم برحمة منه و رضوان و جنات لهم فیها نعیم مقیم خالدین فیها ابدا ان الله عنده أجر عظیم) اشهد انک المخصوص بمدحة الله المخلص لطاعة الله لم تبغ بالهدى بدلا و لم تشرک بعبادة ربک احدا و ان الله تعالى استجاب لنبیه صلى الله و علیه و آله فیک دعوته ثم امره باظهار ما اولاک لأمته اعلاء لشأنک و أعلانا لبرهانک و دحضا للأباطیل و قطعا للمعاذیر فلما اشفق من فتنة الفاسقین و اتقى فیک المنافقین أوحى الیه رب العالمین (یا أیها الرسول بلغ ما أنزل الیک من ربک و ان لم تفعل فما بلغت رسالته و الله یعصمک من الناس) فوضع على نفسه اوزار المسیر و نهض فى رمضاء الهجیر فخطب و اسمع و نادى فأبلغ ثم سألهم اجمع فقال هل بلغت؟ فقالوا اللهم بلى فقال اللهم: اشد ثم قال الست أولى بالمؤمنین من انفسهم؟ فقالوا بلى فأخذ بیدک و قال من کنت مولاه فهذا على مولاه اللهم و ال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله فما آمن بما انزل الله فیک على نبیه الا قلیل و لا زاد اکثرهم غیر تخسیر و لقد انزل الله تعالى فیک من قبل و هم کارهون یا ایها الذین امنوا من یرتد منکم عن دینه فسوف یاتى الله بقوم یحبهم و یحبونه اذلة على المؤمنین اعزة على الکافرین یجاهدون فى سبیل الله و لا یخافون لومة لائم ذلک فضل الله یؤتیه من یشاء و الله واسع علیم انما ولیکم الله و رسوله و الذین آمنوا الذین یقیمون الصلوة
و یؤتون الزکاة و هم راکعون و من یتول الله و رسوله و الذین آمنوا فان حزب الله هم الغالبون ربنا آمنا بما أنزلت و اتبعنا الرسول فاکتبنا مع الشاهدین ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هدیتنا و هب لنا من لدنک رحمة انک انت الوهاب اللهم انا نعلم ان هذا هو الحق من عندک فالعن من عارضه و استکبر و کذب به و کفر و سیعلم الذین ظلموا اى منقلب ینقلبون.
السلام علیک یا أمیرالمؤمنین و سید الوصیین و أول العابدین و أزهد الزاهدین و رحمة الله و برکاته و صلواته و تحیاته انت مطعم الطعام على حبه مسکینا و یتیما و أسیرا لوجه الله و لا نزید منهم جزاء و لا شکورا و أنزل فیک الله تعالى و یؤثرون على انفسهم ولو کان بهم خصاصة و من یوق شح نفسه فاولئک هم المفلحون و انت الکاظم للغیظ و العافى عن الناس و الله یحب المحسنین و انت الصابر فى البأساء و الضراء و حیت البأس و انت القاسم بالسویة و العادل فى الرعیة و العالم بحدود الله من جمیع البریة و الله تعالى أخبر عما أولاک من فضله بقوله أفمن کان مؤمنا کمن کان فاسقا لا یستوون اما الذین امنوا و عملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما کانوا یعملون و انت المخصوص بعلم التنزیل و حکم التأویل و نص الرسول.
لا تأخذک فى الله لومة لائم فى مدح الله تعالى لک غنى عن مدح المادحین و تقریظ الواصفین قال الله تعالى «من المؤمنین رجال صدقوا ما عاهدوا الله علیه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ینتظر و ما بدلوا تبدیلا» و لما رایت ان قتلت الناکثین و القاسطین و المارقین.»
ل) ثقة الامام بمسیرته:
لقد سار الامام بطریق الجهاد و کله ثقة بحقه و صدق دعوته یصف الامام الهادى (ع) هذه الحالة فیقول (ع):
«و أشهد أنک ما أقدمت و لا أحجمت و لا نطقت و لا أمسکت الا بأمر من الله و رسوله قلت و الذى نفسى بیده لقد نظر الى رسول الله صلى الله علیه و آله اضرب بالسیف قدما فقال یا على انت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبى بعدى و اعلمک ان موتک و حیوتک معى و على سنتى فوالله ما کذبت و لا کذبت و لا ضللت و لا ضل بى و لا نسیت ماعهد الى ربى و انى لعلى بینة من ربى بینها لنبیه و بینها النبى لى و انى لعلى الطریق الواضح الفظه لفظا، صدقت والله و قلت الحق فلعن الله من
ساواک بمن ناواک والله جل اسمه یقول هل یستوى الذین یعلمون و الذین لا یعلمون فلعن الله من عدل بک من فرض الله علیه ولایتک و انت ولى الله و اخو رسوله و الذاب عن دینه.»
و من هذه الکلمة نعرف التلاحم و الترابط التام بین الرسول و الامام فهو منه بمنزلة هارون من موسى الا انه لانبى بعده و کفى بهذه الکلمة تأییدا على تلاحم الامام بالرسول.
م) الامام (ع) و حروب الرسول (ص)
و قد بین الامام (ع) دور الامام على (ع) فى حروب رسول الله و کیف کان السباق الى سوح الجهاد فى یوم بدر و الاحزاب و غیرها…
«و لک المواقف المشهودة و المقامات المشهورة و الأیام المذکورة یوم بدر و یوم الاحزاب اذ زاغت الأبصار و بلغت القلوب الحناجر و تظنون بالله الظنونا هنالک ابتلى المؤمنون و زلزلوا زلزالا شدیدا و اذ یقول المنافقون و الذین فى قلوبهم مرض ما وعدنا الله و رسوله الا غرورا و اذ قالت طائفة منهم یا أهل یثرب لا مقام لکم فارجعوا و یستأذن فریق منهم النبى یقولون ان بیوتنا عورة و ما هى بعورة ان یریدون الا فرارا و قال الله تعالى و لما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله و رسوله و صدق الله و رسوله و ما زادهم الا ایمانا و تسلیما فقتلت مرهم و هزمت جمعهم ورد الله الذین کفروا بغیظهم لم ینالوا خیرا و کفى الله المؤمنین القتال و کان الله قویا عزیزا، و یوم أحد اذ یصعدون و لا یلوون على احد و الرسول یدعوهم فى اخریهم و انت تذود بهم المشرکین عن النبى ذات الیمین و ذات الشمال حتى ردهم الله تعالى عنکما خائفین و نصر بک الخاذلین و یوم حنین على ما نطق به التنزیل اذ أعجبتکم کثرتکم فلم تغن عنکم شیئا و ضاقت علیکم الارض بما رحبت ثم ولیتم مدبرین ثم انزل الله سکینته على رسوله و على المؤمنین و المؤمنون انت و من یلیک و عمک العباس ینادى المنهزمین یا أصحاب سورة البقرة یا أهل بیعة الشجرة حتى استجاب له قوم کفیتهم المؤونة و تکفلت دونهم المعونة فعادوا آیسین من المثوبة راجین وعد الله تعالى بالتوبة و ذلک قول الله جل ذکره ثم یتوب الله من بعد ذلک على من یشاء و انت حائز درجة الصبر فائز بعظیم الأجر و یوم خیبر اذ أظهر الله خور
المنافقین و قطع دابر الکافرین و الحمدلله رب العالمین و لقد کانوا عاهدوا الله من قبل لایولون الأدبار و کان عهد الله مسؤولا مولاى انت الحجة البالغة و المحجة الواضحة و النعمة السابغة و البرهان المنیر فهنیئا لک بما آتیک الله من فضل و تبا لشانئک ذى الجهل شهدت مع النبى صلى الله علیه و آله جمیع حروبه و مغازیه تحمل الرایة امامه و تضرب بالسیف قدامه ثم لحزمک المشهور و بصیرتک فى الامور أمرک فى المواطن و لم یکن علیک امیر.»
ن) سنة الامام فى الحرب مع اعدائه:
یقول الامام الهادى (ع)
«و کم من امر صدک عن امضاء عزمک فیه التقى و اتبع غیرک فى مثله الهوى فظن الجاهلون انک عجزت عما الیه انتهى ضل و الله الظان لذلک و ما اهتدى و لقد اوضحت ما أشکل من ذلک لمن توهم و امترى بقولک صلى الله علیک قد یرى الحول القلب وجه الحیلة و دونها حاجز من تقوى الله فیدعها رأى العین و ینتهز فرصتها من لا حریجة له فى الدین صدقت و خسر المبطلون، و اذ ما کرک الناکثان فقالا نرید العمرة فقلت لهما لعمرکما ما ترید ان العمرة لکن ترید ان الغدرة فأخذت البیعة علیهما و جددت المیثاق فجدا فى النفاق فلما نبهتهما على فعلهما أغفلا و عادا و ما انتفعا و کان عاقبة امرهما خسرا، ثم تلاهما اهل الشام فسرت الیهم بعد الاعذار و هم لا یدینون دین الحق و لا یتدبرون القرآن همج رعاع ضالون و بالذى أنزل على محمد فیک کافرون و لأهل الخلاف علیک ناصرون و قد امر الله تعالى باتباعک و ندب المؤمنین الى نصرک و قال عزوحل یا أیها الذین آمنوا اتقوا الله و کونوا مع الصادقین مولاى بک ظهر الحق و قد نبذه الخلق اوضحت السنن بعد الدروس و الطمس فلک سابقة الجهاد على تصدیق التنزیل ولک فضیلة الجهاد على تحقیق التأویل و عدوک و عدو الله جاحد لرسول الله یدعى باطلا و یحکم جائرا و یتأمر غاصبا و یدعو حزبه الى النار و عمار یجاهدو ینادى بین الصفین الرواح الرواح الى الجنة و لما استسقى فسقى اللبن کبر و قال: قال لى رسول الله صلى الله علیه و آله و آخر شرابک من الدنیا ضیاح من لبن تقتلک الفئة الباغیة فاعترضه ابوالعادیة الفزارى فقتله فعلى ابى العادیة لعنة الله و لعنة ملائکته و رسله
اجمعین و على من سل سیفه علیک و سللت علیه یا امیرالمؤمنین من المشرکین و المنافقین الى یوم الدین و على من رضى بما ساءک و لم یکرهه و أغمض عینه و لم ینکر أو اعان علیک بید او لسان او قعد عن نصرک او خذل عن الجهاد معک او غمط فضلک و جحد حقک او عدل بک من جعلک الله اولى به من نفسه، ثم محنتک یوم صفین و قد رفعت المصاحف حیلة و مکرا فأعرض الشک و عرف الحق و اتبع الظن اشبهت محنة هرون اذ أمره موسى على قومه فتفرقوا عنه و هرون ینادى بهم و یقول یا قوم انما فتنتم به و ان ربکم الرحمن فاتبعونى و أطیعوا أمرى قالوا لن نبرح علیه عاکفین حتى یرجع الینا موسى و کذلک انت لما رفعت المصاحف قلت یا قوم انما فتنتم بها و خدعتم فعصوک و خالفوا علیک و استدعوا نصب الحکمین فأبیت علیهم و تبرأت الى الله من فعلهم و فوضته الیهم فلما أسفر الحق و سفه المنکر و اعترفوا بالزلل و الجور عن القصد اختلفوا من بعده و الزموک على سفه التحکیم الذى ابیته و أحبوه و حظرته و اباحوا ذنبهم الذى اقترفوه و انت على نهج بصیرة و هدى و هم على سنن ضلالة و عمى فما زالوا على النفاق مصرین و فى الغى مترددین حتى أذاقهم الله و بال أمرهم فأمات بسیفک من عاندک فشقى و هوى و احیى بحجتک من سعد فهدى صلوات الله علیک غادیة و رائحة و عاکفة و ذاهبة فما یحیط المادح وصفک و لا یحبط الطاعن فضلک انت احسن الخلق عبادة و اخلصهم زهادة و أذبهم عن الدین اقمت حدود الله بجهدک و فللت عساکر المارقین بسیفک تخمد لهب الحروب ببنانک و تهتک ستور الشبه ببیانک و تکشف لبس الباطل عن صریح الحق.»
س) صیغ غیر مباشرة فى حرب الامام:
و قد لجأ الاعداء الى صیغ غیر مباشرة لحرب امیرالمؤمنین یقول الهادى (ع):
«صلوات الله علیک و رحمة الله و برکاته و سلامه و تحیاته و على الائمة من الک الطاهرین انه حمید مجید و الامر الاعجب و الخطب الافظع بعد جحدک حقک غصب الصدیقة الطاهرة الزهراء سیدة النساء فدکا ورد شهادتک و شهادة السیدین سلالتک عترة المصطفى صلى الله علیکم و قد أعلى الله تعالى على الامة درجتکم و رفع منزلتکم و أبان
فضلکم و شرفکم على العالمین فأذهب عنکم الرجس و طهرکم تطهیرا قال الله عزوجل ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا و اذا مسه الخیر منوعا الا المصلین فاسثنى الله تعالى نبیه المصطفى و انت یا سید الاوصیاء من جمیع الخلق فما أعمه من ظلمک عن الحق ثم افرضوک سهم ذوى القربى مکرا و احادوه عن اهله جورا فلما آل الأمر الیک اجریتهم على ما أجریا رغبة عنهما بما عندالله لک فأشبهت محنتک بهما محن الانبیاء علیهمالسلام عند الوحدة و عدم الانصار و اشبهت فى البیات على الفراش الذبیح علیهالسلام اذ اجبت کما اجاب و اطعت کما اطاع اسمعیل صابرا اذ قال له یا بنى انى ارى فى المنام انى اذبحک فانظر ماذا ترى قال یا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى ان شاء الله من الصابرین و کذلک انت لما أباتک النبى صلى الله علیه و آله و أمرک ان تضجع فى مرقده واقیا له بنفسک أسرعت الى اجابته مطیعا و لنفسک على القتل موطنا فشکر الله تعالى طاعتک و أبان عن جمیل فعلک بقوله جل ذکره و من الناس من یشرى نفسه ابتغاء مرضات الله.»
و من هذه الاسالیب:
1- غصب الصدیقة الطاهرة الزهراء فدکا.
2- رد شهادته بخصوص فدک.
3- قتل ولدیه الحسنین انتقاما منه.
4- منع سهم ذوىالقربى عنه و لم یستطع اعادته عندما آل الحکم الیه لرسوخ سنة المنافقین و قلة المناصرین.
ص) نهایته (ع).
و قد اعلم الرسول امیرالمؤمنین بمصیره و هو القتل و الى هذا یشیر الامام الهادى (ع) فیقول:
«و صدقک رسول الله صلى الله علیه و آله وعده فأوفیت بعهده قلت اما آن ان تخضب هذه من هذه أم متى یبعث اشقاها و اثقا بأنک على بینة من ربک و بصیرة من امرک قادم على الله مستبشر ببیعک الذى بایعته به و ذلک هو الفوز العظیم.»
ق) نهج المؤمنین فى مخالفة اعداء امیرالمؤمنین.
و قد بین الامام الهادى اصناف المعادین لامیرالمؤمنین و لعنهم
بقوله:
«اللهم العن قتلة انبیائک و اوصیاء انبیائک بجمیع لعناتک و اصلهم حر نارک و العن من غصب ولیک حقة و أنکر عهده و جحده بعد الیقین و الاقرار بالولایة له یوم اکملت له الدین اللهم العن قتلة امیرالمؤمنین و من ظلمه و اتباعهم و انصارهم اللهم العن ظالمى الحسین و قاتلیه و المتابعین عدوه و ناصریه و الراضین بقتله و خاذلیه لعنا و بیلا اللهم ألعن اول ظالم ظلم آن محمد و ما نعیهم حقوقهم اللهم خص اول ظالم و غاصب لآل محمد باللعن و کل مستن بما سن الى یوم القیمة اللهم صل على محمد و ال محمد خاتم النبیین و على على سید الوصیین و آله الطاهرین و اجعلنا بهم متمسکین و بولایتهم من الفائزین الآمنین الذین لا خوف علیهم و لا هم یحزنون.»
1) زیارة مرویة باسناد معتبرة عن الامام على بن محمد النقى علیهماالسلام قد زار (ع) بها الامیر (ع) یوم الغدیر فى السنة التى اشخصه المعتصم.