و من دلائل حقده و حسده على العلویین و خصوصا الامام على بن محمد العسکرى، أن المعتز لم یخفف من الامام ذلک الضغط الذى کان یعانیه، بل شدد علیه رغم ضعفه و خوفه من الأتراک الذین تسلطوا على الأوضاع، خوفا من بیعتهم للامام الهادى علیهالسلام. فانه أبعد و نفى کل الهاشمیین الى بغداد و لکن أبقى الامام فى سامراء مراقبا من قبله.
قال الیعقوبى: و لما خاف المعتز و ثواب الأتراک أشخص من کان بسر من رأى من الهاشمیین من أولاد الخلافة و غیرهم الى بغداد لئلا یخلس الأتراک أحدا منهم.
و کان یخطط فى قتله الى أن استشهد فى أیامه. و من شده جریمته بحق الامام انه خاف على نفسه من الحضور فى جنازته علیهالسلام بل لما رأوا کثرة الضجیح و البکاء علیه، رد النعش الى داره.
قال الیعقوبى: و توفى على بن محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسین بن على بن أبىطالب بسر من رأى یوم الأربعاء لثلاث بقین من جمادى الآخرة سنه 254 و بعث المعتز بأخیه أحمد بن المتوکل، فصلى علیه فى الشارع المعروف بشارع أبىأحمد، فلما کثر الناس و اجتمعوا أکثر بکاؤهم و ضجتهم، فرد النعش الى داره فدفن فیها….(1)
1) تاریخ الیعقوبى، ج 2، ص 503.