جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الامام الهادى و المستعین

زمان مطالعه: 2 دقیقه

لم یرد من الامام الهادى علیه‏السلام بالنسبة الى المستعین شى‏ء یذکر طیلة السنوات الأربع التى تولى فیها الخلافة و أظن أنه کان ضعیفا فى الغایة، أو لم یتعرض الى الامام بشى‏ء أو کانت و لکن لم ینقل الینا ما جرى بینه و بین الامام الهادى علیه‏السلام.

نعم ذکر المؤرخون أنه کانت له بغلة عاصیة فطلب من الامام أن یرکبها علما

بأنه سیقتل اثر الرکوب على البغلة. و لکن فى هذه القصة اشکال بحسب التاریخ حیث ان فیها اسم المستعین من جهة و فیها أیضا اسم الامام الحسن العسکرى من جهة اخرى و هما غیر معاصر ان فاما أن نقول هذه القصة کانت للمستعین و لکن النساخ أو الراوى غلط فى الأسم و أثبت اسم الامام الحسن العسکرى بدل أبى‏الحسن العسکرى، و اما أن نقول ان القصة اتفقت للمعتز أو لما بعده من الخلفاء، لا المستعین. یحتمل أن یقال انه طلب من الامام الحسن العسکرى ذلک مع وجود والده الهادى علیه‏السلام، قلنا و هذا أیضا مردود لأن الامام العسکرى ما کان یعرفه أحد حتى الطالبیین الساکنین فى سامراء فکیف بالمستعین.

و أما القصه فکما ذکرناها فى کتابنا حیاة الامام العسکرى(1) کما یلى:

روى العلامة المجلسى عن المناقب و الخرایج عن أحمد بن الحرث القزوینى قال: کنت مع أبى بسر من رأى، و کان أبى یتعاطى البیطرة فى مربط أبى‏محمد و کان عند المستعین بغل – لم یر مثله حسنا و کبرا – و کان یمنع ظهره و اللجام. و جمع الرواض فلم تکن لهم حیلة فى رکوبه، فقال له بعض ندمائه: ألا تبعث الى الحسن بن الرضا حتى یجى‏ء، فاما أن یرکبها و أما أن یقتله! فبعث الى أبى‏محمد الحسن و مضى معه أبى. فلما دخل الدار نظر أبومحمد علیه‏السلام الى البغل واقفا فى صحن الدار، فوضع یده على کتفه فعرق البغل، ثم صار الى المستعین فرحب به و قال: ألجم هذا البغل.

فقال أبومحمد لأبى ألجمه.

فقال المستعین: ألجمه أنت یا أبامحمد، فقام أبومحمد فوضع طیلسانه فألجمه، ثم رجع الى مجلسه فقال: یا أبامحمد أسرجه.

فقال أبومحمد لأبى: أسرجه

فقال المستعین: أسرجه أنت یا أبامحمد.

فقام أبومحمد ثانیة فأسرجه و رجع.

فقال: ترى أن ترکبه.

قال نعم، فرکبه أبومحمد علیه‏السلام من غیر أن یمتنع، ثم رکضه فى الدار، ثم حمله على الهملجة، فمشى أحسن مشى ثم نزل فرجع الیه.

فقال المستعین: قد حملک علیه أمیرالمؤمنین.

فقال أبومحمد علیه‏السلام لأبى: خذه، فأخذه وقاده.(2)


1) انظر حیاة الامام العسکرى، ص 129.

2) بحارالأنوار، ج 50، ص 265 عن المناقب، ج 4، ص 438، و رواه عن الأرشاد، ص 341.