و بحکم ترصد السلطة العباسیة لتحرکات الامام کانت تشک بوجود علاقات بین الامام و الثورات ولکن دقة الامام حالت دون ادانته بالدلیل المشهود و یمکن ایضاح هذا المعنى من خلال مثالین: –
1) المهاجمة المسلحة لبیت الامام بعد ورود مخابرات تفید بوجود اسلحة و اموال عند الامام لغرض قیام الثورات و نحن لایمکننا ان ننفى وجود مثل هذا التحرک عند الامام بل کل ما یمکن قوله ان السلطة بعد مهاجمتها للامام لم تجد عنده شیئا تدینه به و لا یستبعد ان الامام قد اخفى الاسلحة فى مکان ما «روى» قال سعید الحاجب صرت الى دار ابىالحسن (ع) باللیل و معى سلم فصعدت منه على السطح و نزلت من الدرجة الى بعضها فى الظلمة فلم ادر کیف اصل الى دار فنادانى ابوالحسن من الدار یا سعید مکانک حتى یاتوک بشمعة فنزلت فوجدت علیه جبة صوف و قلنسوة منها و سجادة على حصیر بین یدیه و هو مقبل على القبلة فقال لى: دونک البیت فدخلتها و فتشتها فلم اجد فیها شیئا.(1) کما قیل «فلما کان بعد ایام سعى البطائحى بابى الحسن (ع) الى المتوکل و قال: عنده اموال و سلاح فتقدم المتوکل الى سعید الحاجب ان یهجم علیه لیلا و یاخذ مایجده عنده الاموال و السلاح و یحمله الیه..(2)
1) و قد مارست السلطة العباسیة نوعا اخر من الحذر خوفا من قیام الامام بتوجیه بعض اهل بیته للقیام بثورة و ذلک بتخویفه باظهار القوة له فى محاولة لارهابه فقد روى «ان المتوکل عرض عسکره و امر ان کل فارس یملا مخلاة فرسه طینا و یطرحوه فى موضع واحد فصار کالجبل و اسمه تل المخالى و صعد هو و ابوالحسن (ع) و قال: انما طلبتک لتشاهد خیولى و کانوا لبسوا التجافیف و حملوا السلاح و قد عرضوا باحسن زینة و اتم عدة و اعظم هیئة و کان غرضه کسر قلب من یخرج علیه و کان یخاف من ابىالحسن ان یأمر احدا من اهل بیته بالخروج علیه…(3)
1) اعلام الورى ص 362.
2) کشف الغمة ج 2 ص 378.
3) المصدر السابق ص 395.