السید محمد کان أبوجعفر محمد ابن الامام الهادى (علیهالسلام) – و هو المعروف بالسید محمد – أکبر أولاد الامام و کان الشیعة یظنون أنه الامام بعد أبیه، حسب الأدلة الثابتة عندهم: الامامة فى الولد الأکبر اذا لم تکن فیه عاهة، ولکنه توفى فى حیاة أبیه، و کانت مصیبة وفاته کارثة حلت بالاسرة الطاهرة بصورة عامة، و فاجعة مؤلمة لقلب الامام العسکرى (علیهالسلام) بصورة خاصة.
و قد اجتمع – یوم وفاة السید محمد – فى دار الامام الهادى (علیهالسلام) أکثر من مائة و خمسین رجلا من بنىهاشم و غیرهم، و وضعوا للامام الهادى کرسیا فى صحن داره جلس علیه.
اذ خرج الامام الحسن العسکرى من داخل البیت، و هو مشقوق الجیب، یبکى من صدمة الفاجعة، لأنه فقد أخا فى ریعان شبابه و غضارة عمره.
و لا نعلم سبب وفاة السید محمد فى تلک السن، و نعتبر موته – حتف أنفه – مشکوکا فیه لأن الأعداء کانوا ینتهزون کل فرصة لقطع خط الامامة فى أهل البیت، فلعلهم لما عرفوا أن السید محمد هو أکبر أولاد أبیه و هو المرشح للامامة بعد أبیه قتلوه کما قتلوا اسلافه من قبل و أباه بعد ذلک.
و انتهز الامام الهادى (علیهالسلام) الفرصة لینص على الامام العسکرى بالامامة بمحضر من اولئک الناس، فقال له: «یا بنى أحدث لله شکرا، فقد أحدث فیک أمرا».