جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الإمام الجواد والمأمون العباسی

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

لقد انتهج المأمون سیاسة خاصة تجاه الأئمة من أهل البیت (علیهم السلام) تباین سیاسة أسلافه من ملوک بنی العباس. ویُعد هذا التحول فی العلاقة بین السلطة والأئمة دلیلاً على اتّساع المساحة التی کان یشغلها تأثیر الأئمة وسط الاُمة والمجتمع الاسلامی مع انشداد الغالبیة المؤثرة بالأئمة(علیهم السلام) والقول

بمرجعیتهم الفکریة والروحیة، وکانت ولایة العهد للإمام الرضا (علیه السلام) أحد أوجه هذا التحول فی السیاسة والذی یعبر عن ذکاء ودهاء المأمون فی محاولته تلک للحد من تأثیر الإمام (علیه السلام) ووضعه قریباً منه لتحدید تحرکه وتحجیم دوره إضافة لرصد تحرکه وتحرک القواعد الشعبیة المؤمنة بقیادة أهل البیت (علیهم السلام) ودورهم الریادی فی الاُمة، فبعد استشهاد الإمام الرضا(علیه السلام) عمد المأمون الى إشخاص الإمام الجواد من المدینة إلى بغداد وتزویجه بإبنته أم الفضل مع احتجاج الاسرة العباسیة على هذا التقریب والتزویج، فالمأمون کان بعید النظر فی تعامله هذا، وکان یرمی من ورائه إلى أهداف تخدمه وتضفی نوعاً من الشرعیة على سلطته، وقد خدع الأکثریة من أبناء الاُمة بإظهاره الحبّ والتقدیر للإمام الجواد (علیه السلام) من أجل إزالة نقمتهم التی خلّفتها عهود الخلفاء قبله لاستبدادهم وبطشهم فضلاً عن إسرافهم فی اللهو والترف وخروجهم عن مبادئ الاسلام الحنیف فی کثیر من مظاهر حیاتهم الخاصة والعامة، ومما یؤکد لنا وجهة النظر هذه فی سیاسة المأمون أنه فی عام (204 هـ) وفی شهر ربیع الأول قدم بغداد ولباسه ولباس قواده وجنده والناس کلهم الخضرة فأقام جمعة ـ ای سبعة أیام ـ ثم نزعها وأعاد لباس السواد(1) والذی کان قد أمر بنزعه بعد تولیه الحکم والعهد بالولایة من بعده للإمام الرضا(علیه السلام) سنة (201هـ).(2) والتی انتهت باستشهاد الإمام الرضا(علیه السلام) بعد دس السم له سنة (203 هـ).


1) تاریخ الیعقوبی: 2 / 193.

2) تاریخ أبی الفداء: 1 / 328.