لصعوبة الاتصالات المباشرة مع الامة اهتم الامام (ع) باسلوب الرسائل التى توصل الفکر الى آیة نقطة یرغب بها دون الانتقال الیها بل یکفى لذلک جهاز معد لمهمة نقل الفکر الاسلامى للقواعد المؤمنة و من امثلة هذه الرسائل:
1) «سئل ابوالحسن «علیهالسلام» عن التوحید فقیل له: لم یزل
الله وحده لا شىء معه ثم خلق الاشیاء بدیعا و اختار لنفسه اسماء لم تزل الاسماء و الحروف له معه قدیمة؟
فکتب: –
لم یزل الله وحده موجودا ثم کون ما اراده لقضائه و لا معقب لحکمه تاهت اوهام المتوهمین و قصر طرف الطارفین و تلاشت اوصاف الواصفین و اضمحلت اقاویل المبطلین عن الدرک لعجیب شأنه او الوقوع بالبلوغ على علو مکانه فهو بالموضع الذى لایتناهى و بالمکان الذى لم یقع علیه عیون باشارة و لاعبارة هیهات هیهات!!.»(1)
2) «وحدثنا احمد بن اسحاق قال: کتبت الى ابىالحسن على بن محمد العسکرى اسأله عن الرویة و مافیه الخلق فکتب:
لاتجوز الرؤیة ما لم یکن بین الرائى و المرئى هواء ینفذه البصر فمتى انقطع الهواء و عدم الضیاء لم تصح الرؤیة و فى جواب اتصال الضیاءین الرائى و المرئى وجوب الاشتباه و الله تعالى منزه عن الاشتباه فثبت انه لا یجوز علیه سبحانه الرؤیة بالابصار لان الاسباب لابد من اتصالها بالمسببات.»(2)
3) و من النماذج على استعمال الرسائل فى نشر الفکر رسالة الامام الهادى الطویلة فى الجبر و التفویض بعد ان کتب الیه بعض الشیعة عن اختلافهم فى الموضوع.(3)
1) الاحتجاج ج 2، ص 250.
2) المصدر السابق ص 251.
3) راجع تحف العقول ص 339 – 352. و الاحتجاج ج 2 ص 251.