کان الإمام الهادی (علیه السلام) یتابع التطورات السیاسیة ویرصد الأحداث بدقة. فعن خیران الخادم قال: قدمت على أبی الحسن (علیه السلام) المدینة فقال لی: ما خبر الواثق عندک ؟ قلت: جعلت فداک خلفته فی عافیة، انا من أقرب الناس عهداً به، عهدی به منذ عشرة أیام قال: فقال لی: ان اهل المدینة یقولون انّه مات، فلما ان قال لی: (الناس)، علمت انه هو، ثم قال لی: ما فعل جعفر ؟
قلت: ترکته أسوء الناس حالاً فی السجن، فقال: أما إنه صاحب الأمر. ما فعل ابن الزیات ؟ قلت: جعلت فداک الناس معه والأمر أمره. فقال: اما انه شؤم علیه. ثم سکت وقال لی: لا بد ان تجری مقادیر الله تعالى واحکامه. یا خیران، مات الواثق وقد قعد المتوکل جعفر وقد قتل ابن الزیات. فقلت: متى جعلت فداک ؟ قال: بعد خروجک بستة أیّام(1)
وهذه الروایة دون شکّ تظهر لنا حدّة الصراع والتنافس على السلطة داخل الاُسرة العباسیة الحاکمة، کما تظهر لنا مدى متابعة الإمام (علیه السلام) للاوضاع العامة والسیاسیة أولاً بأول. واهتمامه الکبیر هذا یوضح مستوى الحالة السیاسیة التی کانت تعیشها قواعد الإمام (علیه السلام) الشعبیة وموالیه، فکان یوافیهم بمآل الاحداث السیاسیة، لیکونوا على حذر أولاً; ولینمّی قابلیاتهم فی المتابعة وتحلیل الظواهر ثانیاً.
1) اُصول الکافی: 1 / 498 ح 1 ب 122.