هو السید الجلیل داود بن القاسم بن اسحاق بن عبدالله بن جعفر ابنابىطالب یکنى اباهاشم الجعفرى (ره) من اهل بغداد ثقة جلیل القدر عظیم المنزلة عند الائمة علیهمالسلام شاهد أباجعفر و أباالحسن و أبامحمد علیهمالسلام و کان شریفا عندهم له موقع جلیل عندهم.(1)
و کان للجعفرى اختصاص بالامام الهادى «خرجت مع ابىالحسن الى ظاهر سر من راى نتلقى بعض الطالبیین فابطا حرس فطرحت لابى الحسن غاشیة السرج فجلس علیها و نزلت عن دابتى و جلست بین یدیه و هو یحدثنى..(2) ولو عرفنا بالقیود المفروضة على الشیعة عموما و على الطالبیین خصوصا و نظرنا للروایة من خلال هذه الفکرة لعرفنا ان الامام الهادى کان یعتمد على الجعفرى و یاخذه معه فى لقاءاته الخاصة.
و فى روایة اخرى «ان اباهاشم الجعفرى شکى الى مولانا ابىالحسن على بن محمد مایلقى من الشوق الیه اذا انحدر من عنده الى بغداد و قال له: یا سیدى ادع الله لى فمالى مرکوب سوى برذونى هذا على ضعفه فقال: قواک الله یا اباهاشم و قوى برذونک قال: فکان ابوهاشم یصلى الفجر ببغداد و یسیر على البرذون فیدرک الزوال من یومه ذلک عسکر سر من رأى و یعود من یومه الى بغداد اذا شاء…»(3)
و ما یهمنا من هذه الروایة هو تردد الجعفرى المستمر بین بغداد و سامرا الذى یکشف لنا معنى خفیا من کون الجعفرى حلقه الصلة بین الامام و قواعده فى بغداد. و بذلک نعرف ان هذا الرجل من قیادیى المسیرة حینذاک و کان شاعرا له فى الامام الهادى (ع) و قد اعتل:
مادت الارض و ادت فوادى++
و اعترتنى موارد العرواء
حین قیل الامام نضو علیل++
قلت نفسى فدته کل الفداء
مرض الدین لاعتلالک و اعتل++
و غارت له نجوم السماء
عجبا ان منیت بالداء و السقم++
و انت الامام جسم الداء(4)
1) رجال العلامة الحلى ص 68.
2) اعلام الورى ص 360.
3) المصدر السابق ص 361.
4) المصدر السابق ص 366.