قال فى الفصول المهمة: قال بعض أهل العلم فضل أبى الحسن على بن محمد الهادى قد ضرب على الحرة قبابه، و مد على نجوم السماء أطنابه، فما تعد منقبة الا و الیه نحیلتها، و لا تذکر کریمة، الا و له فضیلتها، و لا تورد محمدة الا و له تفضیلها و جملتها و لا تستعظم حالة سننیة الا و تظهر علیه اولتها استحق ذلک بما فى جوهر نفسه من کرم تفرد بخصایصه، و مجد حکم فیه على طبعه الکریم بحفظه من الشرب حفظ الراعى لقلایصه، فکانت نفسه مهذبة، أخلاقه مستعذبة، و سیرته عادلة و خلاله فاضلة، و میازه الى العفاة واصلة وزموع المعروف بوجود وجوده عامرة آهلة، جرى من الوقار و السکون و الطمأنینة و العفة و النزاهة و الخمول فى النباهة على و تیرة نبویة، و شنشنة علویة و نفس زکیة و همة علیة لا یقاربها أحد من الأنام و لا یدانیها، و طریقة حسنه لا یشارکه فیها خلق و لا یطمع فیها.(1)
1) نفس المصدر، ص 264.